اكراهات النقل المدرسي بجماعة الوليدية على ضوء اتفاقية الشراكة..

وقعت جماعة الوليدية اتفاقية شراكة مع جمعية آباء وأولياء أمور تلاميذ ثانوية إعدادية الوليدية، تم بموجبها وضع سيارات النقل المدرسي رهن إشارة الجمعية، مع تحميلها كافة المسؤوليات الإدارية، القانونية، والمالية المرتبطة بتسييرها. هذه الاتفاقية تهدف إلى دعم التمدرس بالعالم القروي والحد من الهدر المدرسي، لكنها تطرح عدة إشكالات جوهرية تتعلق بتسعيرة النقل، ظروف تنقل التلاميذ، ومشاكل الاكتظاظ.
جدير بالذكر أن الصحيفة الالكترونية” الجديدة وان” توصلت بنسخة من اتفاقية الشراكة الموقعة بين الجماعة والجمعية، والتي تؤكد أن هذه الأخيرة تتحمل مسؤولية التسيير المالي والإداري الكامل لوسيلة النقل، مع متابعة لجنة خاصة لمراقبة سير الخدمة.
تظل مسألة الرسوم المفروضة على الأسر من بين القضايا الساخنة. فبعد أن كانت التكلفة تصل إلى 200 درهم حسب ما يروج ، تم الحديث عن إمكانية تخفيضها إلى 150 درهم ، مع مطالبات بخفضها اقل من 100 درهم حتى تكون في متناول الجميع. فهل هناك نية فعلية للاستجابة لهذه المطالب، أم أن الأمر لا يزال مجرد وعود غير مضمونة
تسعيرة غير واضحة والسلطات مطالبة بالتدخل
لم تحدد الاتفاقية التسعيرة الشهرية التي سيؤديها التلاميذ للاستفادة من النقل المدرسي، إذ أوكلت هذه المهمة إلى لجنة التتبع التي ستجتمع بداية كل سنة دراسية، وهو ما يفتح المجال أمام احتمال ارتفاع الأسعار في المستقبل، خاصة أن الجمعية ستتحمل جميع المصاريف المتعلقة بالوقود، الإصلاحات، التأمين، وأجور السائقين. وعليه، يطالب الآباء والأمهات السلطات المحلية والمجلس الجماعي بتحديد تسعيرة معقولة، تراعي القدرة الشرائية للأسر وتضمن استفادة جميع التلاميذ من هذه الخدمة.
معاناة التلاميذ مع الاكتظاظ وسوء برمجة الرحلات
يواجه التلاميذ مشاكل يومية بسبب الاكتظاظ وبرمجة رحلات النقل المدرسي ، فإن الحافلات تقل التلاميذ صباحًا، ثم تعود لإعادتهم إلى منازلهم عند الساعة منتصف النهار، قبل أن تعود مجددًا لنقل عند الثانية بعد الزوال. هذه البرمجة تؤدي إلى معاناة التلاميذ الذين ينتهون من الدراسة في العاشرة صباحًا أو الرابعة عصرًا، حيث يجبرون على الانتظار لساعات طويلة حتى السادسة مساء أو الثانية عشرة زوالًا، ما يسبب لهم إرهاقًا شديدًا ويؤثر على تحصيلهم الدراسي.
المسؤولية القانونية وحماية التلاميذ
تنص الاتفاقية على أن الجمعية أصبحت المسؤول الأول والأخير عن السيارات ، بما في ذلك التبعات المدنية والجنائية، مما يطرح تساؤلات حول مدى جاهزيتها لتحمل هذه الأعباء القانونية، خاصة في حالة وقوع حوادث أو أعطال. كما أن غياب رقابة صارمة قد يؤدي إلى سوء استخدام السيارات أو عدم احترام القوانين المنظمة للنقل المدرسي.
رئيس الجمعية يرفض التعليق
في إطار مواكبتها لهذا الملف، حاولت إدراة الجديدة وان الاتصال برئيس جمعية آباء وأولياء أمور تلاميذ ثانوية إعدادية الوليدية، لكنه رفض التعليق على الموضوع. ويبقى حق الرد مكفولًا لجميع المسؤولين المعنيين لتوضيح ملابسات هذه الاتفاقية والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمعالجة الإشكالات المطروحة.
لحلول الممكنة: نحو تدخل عاجل للجهات المعنية
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الاتفاقية رغم أهدافها النبيلة تحتاج إلى تعديلات تضمن حقوق التلاميذ وتحمي مصالح الأسر. من الضروري أن تتدخل السلطات المحلية والمجلس الجماعي لإيجاد حلول عملية، من بينها:
– تحديد تسعيرة مناسبة ومدعّمة رسميًا، بدل تركها مفتوحة لقرارات الجمعية.
– إعادة هيكلة برمجة الرحلات لضمان استفادة جميع التلاميذ بشكل عادل.
– توفير حافلات إضافية لتقليل الاكتظاظ وتحسين جودة الخدمة.
– تعزيز الرقابة على النقل المدرسي لضمان احترام القوانين وضمان سلامة التلاميذ.
النقل المدرسي بالوليدية ضرورة ملحة، لكنه لا يجب أن يكون على حساب راحة التلاميذ أو جيوب أوليائهم. فهل ستتحرك الجهات المعنية لتصحيح هذه الاختلالات، أم أن معاناة التلاميذ ستستمر دون حلول ملموسة؟