
بعد سلسلة من الوقفات الاحتجاجية التي قادها المجتمع المدني وساكنة مدينة أزمور من أجل فتح مصب نهر أم الربيع، وبتدخل بعض المسؤولين في الوزارة المعنية، يبدو أن قدرات الطبيعة كانت أقوى من أي تدابير بشرية. فبقدرة الله، هطلت أمطار الخير في فترة قصيرة، مما أعاد الحياة إلى مجرى النهر وأوضاعه، ليعود كما كان بفضل هذه النعمة الربانية.
لقد استبشر المواطنون في مختلف أنحاء المغرب خيرا بهطول الأمطار، التي كانت لها آثار إيجابية على العديد من المناطق، لكن مدينة أزمور كانت استثناء، حيث وجدت حلولا جذرية لمشكلة نهر أم الربيع، الذي كان يعاني لفترة طويلة من انسداد وتدهور في منسوب المياه وحركتها. هذا التدهور أثر سلبا على البيئة المحيطة، حيث انتشرت الروائح الكريهة، وأثرت بشكل كبير على الثروة النباتية والحيوانية.
ورغم الاحتجاجات والنداءات التي انطلقت من المجتمع المدني الأزموري، والتي أسفرت عن لقاء مع الوزير الوصي على القطاع، إلا أن الوعود التي قدمت لم تجد طريقها إلى التنفيذ، فكان الانتظار طويلا في ظل تقاعس المسؤولين. ومع ذلك، فإن مشيئة الله كانت لها الكلمة الأخيرة، حيث أنقذ هطول الأمطار مجرى النهر، مما أعاد إليه قوته وحركته الطبيعية.
لكن يبقى السؤال المحير: هل سنظل نعتمد على رحمات الله في حل مشكلاتنا البيئية والبنية التحتية، في ظل تقاعس المسؤولين المحليين والوطنيين؟ أم أننا بحاجة إلى إرادة سياسية حقيقية لتفعيل الحلول المستدامة وتجنب الاعتماد على الظروف الطبيعية في كل مرة؟
إن ما حدث مع نهر أم الربيع يظهر حجم الأزمة التي نعيشها فيما يتعلق بإدارة الموارد الطبيعية والبيئية، ويكشف عن حاجة ملحة للتدخل الفعال من قبل الجهات المعنية لضمان حلول دائمة بدلا من انتظار العوامل الطبيعية التي قد لا تكون موجودة في كل مرة.