مليارات درهم بمازاغان.. تنمية تمر فوق الحوزية دون أن تراها
هيئة التحرير :الجديدة وان

الحوزية_ تحقيق
بينما تتسارع الأشغال في مشروع “القطب الحضري مازاغان”، وتستعد لاستقبال مدينة ذكية جديدة تمتد على مساحة 1300 هكتار بين الجديدة وأزمور، تبرز جماعة الحوزية، التي تحتضن جزءاً كبيراً من المشروع، كأكبر الخاسرين في معادلة لا تزال غير مفهومة لدى الساكنة الحوزية .
مشروع ضخم.. بلا أثر
تتجاوز الكلفة الإجمالية للمشروع خمسة مليارات درهم، وهو رقم يعادل ميزانيات مدن متوسطة لعقود، ورغم ذلك، لا تزال الحوزية خارج حسابات التنمية المصاحبة للمشروع. فلا تأهيل للبنيات التحتية المتهالكة ، ولا استثمارات اجتماعية موجهة، ولا ضمانات واضحة لإشراك أبناء المنطقة في عجلة النمو المنتظرة.
الخطير في الأمر، حسب شهادات متطابقة من الميدان، أن نسبة كبيرة من اليد العاملة المُستخدمة في الورشات الكبرى لمازاغان،ليس أبناء المنطقة ، بينما يعاني شباب الحوزية وأزمور من البطالة، رغم قربهم الجغرافي والشرعي من المشروع.
ماذا استافدت ساكنة الحوزية ؟
التحولات الجارية في سوق العقار بمنطقة الحوزية تُنذر بتحول اجتماعي صامت. فبعدما كانت الأراضي في متناول ساكنة ، ارتفعت أسعارها بشكل مهول منذ الإعلان عن مشروع “مازاغان”، لتصبح متاحة فقط للمستثمرين والمضاربين العقاريين، بينما يتم إبعاد الفئات الهشة من دائرة الاستفادة، سواء في التملك أو التشغيل أو حتى الحق في السكن اللائق.
وفي الوقت الذي يُروج فيه للمشروع باعتباره نموذجاً للمدن الذكية، تسائل الساكنة: ما موقع الحوزية من الذكاء؟ وأين نصيبها من مشروع ضخم يُقام فوق ترابها؟
مرافق مستقبلية.. ولكن لمن؟
تشير الخطط الأولية إلى إحداث جامعة، مصحات خاصة، فضاءات بحث علمي ومرافق سياحية، وهي مشاريع طموحة، لكن لا توجد أي مؤشرات رسمية توضح إن كانت ستُفتح في وجه أبناء المنطقة فعلاً، أم ستتحول إلى مجالات محصورة في فئة مستفيدة محددة لا ننسى.
وتحشى فعليات حقوقية وجمعوية أن تتحول مازاغان إلى “مدينة للنخبة”، تمرّ تنميتها على حساب سكان جماعة الحوزية، دون أن تشملهم نتائجها.
هل تتحول التنمية إلى تهميش جديد؟
إن جماعة الحوزية لا تطالب بالمستحيل، بل بحقها المشروع في الاستفادة من مشروع يُقام فوق ترابها، ويُستخدم اسمها في الخرائط، بينما لا تُمنح لها لا أولوية التشغيل، ولا نصيب من التجهيز، ولا حضور في القرار.
التنمية ليست عمارات زجاجية فقط، بل هي قبل كل شيء عدالة ترابية، وتوزيع منصف للعائدات، وإدماج حقيقي للساكنة الحوزية المشروع التنموي.
مازاغان قد تكون مدينة الغد، لكن السؤال العالق هو: هل سيبنى هذا الغد على حساب الحاضر الاجتماعي للحوزية؟ وهل ستخرج رئيسة الجماعة بتوضيح رسمي يوضح مآل الساكنة في هذا المشروع الضخم؟ أم أن مازاغان هي من تمسك فعليًا بزمام السلطة والقرار في تراب لا يستشار أهله في مصيره؟