نور الدين المخير وتمهيد الطريق لرئاسة جماعة أولاد احسين
الجديدة وان/جواد المصطفى

تعيش جماعة أولاد احسين على وقع جدل سياسي متصاعد، في ظل بروز اسم نور الدين المخير كأحد أبرز الأسماء المرشحة لقيادة المجلس الجماعي خلال المرحلة المقبلة. هذا التمهيد، الذي يراه البعض طبيعياً بالنظر إلى مكانته السياسية، يصطدم بواقع صعب يعيشه المجلس الحالي، حيث تتعالى أصوات الاستياء من ضعف الأداء وتعثر المشاريع التنموية، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى جاهزية المخير لتحمل المسؤولية من جديد.
عدد من المستشارين الجماعيين يقرّون اليوم، ضمنياً أو علانية، بندمهم على عدم منح رئاسة الجماعة سابقاً لنور الدين المخير، معتبرين أن المرحلة الحالية كشفت عن ضعف واضح في التسيير، وغياب للرؤية التنموية الواضحة. غير أن مبررات هذا الفشل، حسب بعض المتتبعين، تعود أيضاً إلى كون الرئيس الحالي وجد نفسه محاصراً بصراعات داخلية، في ظل تأثير خفي لرئيسين سابقين، أحدهما والد سي موسى والتاني نور الدين المخير ، ما جعل المجلس الحالي يشتغل في أجواء متوترة وغير مستقرة.
من جهة أخرى، تبرز ممارسات غير صحية داخل دواليب المجلس، إذ تشير شهادات متطابقة إلى وجود تدخلات لتوجيه تصويت بعض الأعضاء، منهم من لا يجيد حتى القراءة أو الكتابة. ويتم التنسيق معهم مسبقاً قبل كل دورة، بل يُقال إن مستشاراً بعينه يُكلف بمهمة “رفع الأصابع”، في إشارة إلى توجيه أعضاء أميين للتصويت حسب تعليمات معينة، ما يطرح سؤالاً حقيقياً حول شرعية القرارات المتخذة بهذه الطريقة.
واقع الجماعة لا يسرُّ أحداً، إذ إن العديد من المشاريع التنموية تعثرت أو لم تُنفذ أصلاً، وتراجع مستوى الخدمات الأساسية، ما زاد من غضب الساكنة. مشاريع كالنقل المدرسي، والبنية التحتية، والإنارة العمومية إما توقفت أو تشهد تدهوراً مستمراً، دون أن تظهر بوادر لحلول عملية في الأفق.
أما عن فترة رئاسة نور الدين المخير السابقة، فهي الأخرى لم تكن بمنأى عن الانتقادات. فرغم توليه زمام الجماعة آنذاك، فإن منطقته لم تحظ بالعناية الكافية، إذ توقفت عدة خدمات وتفاقمت المشاكل الاجتماعية، ما يجعل من واجب المخير، إذا ما أراد العودة للرئاسة، أن يُقدم تصوراً تنموياً متكاملاً يأخذ بعين الاعتبار أخطاء الماضي ويعتمد الواقعية والحكامة في التدبير.
الزمن السياسي لا يرحم، وإذا لم يستوعب السياسي دروس المرحلة فقد يجد نفسه خارج الحسابات. نور الدين المخير، وهو يمهد طريقه للعودة، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يُثبت أن طموحه في الرئاسة ليس فقط رغبة في الموقع، بل إرادة حقيقية في التغيير، ورؤية واضحة تضمن النهوض بالجماعة من حالة الجمود إلى مسار الإصلاح والتقدم.