رياضة

الكرة المغربية… حين تصبح الرؤية وضوحا والنتائج ثمرة عمل

محمد ازروال

من كان يظن قبل سنوات قليلة أن يصبح المغرب أحد أبرز القوى الكروية في إفريقيا، بل وحتى عالميا؟ من كان يتخيل أن نرى المنتخب الأول يصل إلى نصف نهائي كأس العالم، والمنتخب النسوي يتأهل إلى كأس العالم لأول مرة، والمنتخب الأولمبي يحصل على برونزية أولمبياد باريس وأخيرا وليس آخرا، منتخب أقل من 20 سنة يتأهل لنهائ كأس إفريقيا عن جدارة واستحقاق؟

ما يحدث اليوم ليس صدفة، ولا نتاج لحظات عابرة. بل هو ثمرة مشروع واضح المعالم، وضع على طاولة الرؤية، وتم تنزيله على أرض الواقع بإرادة ملكية سامية، وعمل دؤوب من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقيادة فوزي لقجع.

المغرب لم يعد مجرد منتخب ينتظر تألقا موسميا بل أصبح مدرسة كروية شاملة تولي عناية خاصة للتكوين، ولبناء الإنسان الرياضي قبل اللاعب النجم، أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي لا تقل جودة عن مراكز التكوين الأوروبية، أصبحت مشتلا حقيقيا للمواهب، تصقل فيها الطاقات، إضافة الى ابناء المهجر المتألقين في أبرز الاندية الاوروبية.

ما يثير الإعجاب اليوم، ليس فقط النتائج، بل التوازن الحاصل بين كل الفئات: منتخب أقل من 17 سنة بطل افريقيا، أقل من 20 سنة يتأهل للنهائي القاري ، الأولمبي يحجز مقعده بين الكبار، والمنتخب النسوي يغير وجه كرة القدم النسائية وطنيا ودوليا. كل هذا ينبئ بمستقبل كروي واعد لا يبنى على الحظ، بل على التخطيط الاستراتيجي.

نحن أمام جيل جديد من اللاعبين، مختلفين في الذهنية والانضباط والطموح، جيل لا يخشى التحديات، ويعرف أنه يمثل وطنا يضع فيه المغاربة كل فخرهم وأملهم، التألق لم يعد حكرا على الخارج، بل أصبح يصنع في الداخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى