
في قلب الحي البرتغالي التاريخي بمدينة الجديدة، يقبع “سجن السوار” في عزلة تامة، رغم قيمته التاريخية كواحد من أقدم المعالم التي خلفها التواجد البرتغالي بالمغرب. ورغم موقعه داخل منطقة مصنفة تراثا عالميا من طرف منظمة اليونسكو، إلا أن السجن ما يزال مهمشا، ومغيبا عن أي مسار ثقافي أو سياحي رسمي.
السجن، الذي يوجد تحت وصاية المندوبية العامة لإدارة السجون، يواجه اليوم إهمالا متواصلا، في غياب مبادرات فعلية من وزارة الثقافة أو مندوبية السياحة من أجل طلب استغلاله وتحويله إلى معلمة متحفية أو فضاء للعرض التراثي، كما هو معمول به في تجارب مشابهة. وضعية الجمود هذه تركت الباب مفتوحا أمام الانحراف والفوضى.
المكان يتحول خلال الفترات الليلية، إلى مرتع لعدد من المتشردين وبعض مستهلكي الكحول، ما يفقده هيبته كمعلم تاريخي، ويطرح تساؤلات مشروعة حول تدهور الأوضاع الأمنية بمحيطه، خاصة وأنه يقع في قلب منطقة سياحية تستقبل الزوار على مدار السنة، ولا سيما خلال موسم الصيف.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، تبرز الحاجة إلى تدخل عاجل لإعادة الاعتبار لهذه المعلمة، سواء من خلال اتفاق شراكة بين إدارة السجون ووزارة الثقافة أو في إطار مشروع تثمين مشترك يعيد لهذا الفضاء رمزيته التاريخية ومكانته ضمن الموروث الوطني. فهل تتحرك الجهات المعنية قبل فوات الأوان؟