إقليم الجديدة

فوضى السوق القديم بالجديدة.. مسؤولية ضائعة بين السلطات و”مافيا” احتلال الملك العمومي

هيئة التحرير/الجديدة وان

يعيش السوق القديم بمدينة الجديدة حالة من الفوضى المستمرة التي لم تعد تقتصر على مشهد عشوائي يعكر صفو المكان، بل باتت تشكل خطرًا حقيقيًا على أرواح المواطنين وكرامتهم. ففي حادث مؤلم، تعرض شاب لأزمة صحية حادة (كريز) وسط السوق، غير أن سيارة الإسعاف لم تتمكن من الوصول إليه بسبب انسداد جميع المنافذ، بعدما استحوذ باعة الخضر بشكل غير قانوني على الممرات والأرصفة، دون أدنى اعتبار لحالات الطوارئ أو حرمة الفضاء العام.

ورغم الحملات المحدودة التي تقوم بها السلطات المحلية بين الفينة والأخرى، إلا أنها سرعان ما تفقد أثرها في ظل غياب حلول جذرية واستراتيجية واضحة المعالم. فالباعة يعودون إلى احتلال الملك العمومي في غضون أيام، بل وأحيانًا في نفس اليوم، مما يطرح علامات استفهام كبيرة حول جدية المعالجة وغياب التنسيق الحقيقي بين السلطة المحلية والمجلس الجماعي.

إن ما يحدث داخل السوق القديم لا يمكن فصله عن مسؤولية مؤسساتية متداخلة، تبدأ من تهاون الجهات المكلفة بالمراقبة، مرورًا بتراخي المجلس الجماعي في فرض القانون، وصولًا إلى بعض المرتفقين الذين يساهمون في تكريس هذه الفوضى عبر قبول الأمر الواقع أو التواطؤ معه. فالوضع لم يعد مجرد إشكال تنظيمي، بل تحول إلى مشهد يومي ينذر بانفلات أكبر إن لم تتم معالجته بصرامة.

أمام هذا الوضع المزري، يظل السؤال الجوهري معلقا هل هناك فعلاً إرادة حقيقية لإعادة الاعتبار لهذا المرفق التاريخي؟ أم أن السوق القديم محكوم عليه بالبقاء رهينة للفوضى و”اللاقانون”، في ظل غياب قرارات شجاعة تعيد للمدينة كرامتها وتضع حدًا لهذا الاستهتار الذي بات يهدد الأمن العام وحقوق المواطنين في التنقل والعيش الكريم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى