الوليدية (الجزء الثاني).. من قصبة المقاومة إلى وجهة المحار والسياحة البيئية
الجديدة وان :الجزء الثاني

الوليدية (الجزء الثاني).. من قصبة المقاومة إلى وجهة المحار والسياحة البيئية
رغم أن قصبة الوليد بن زيدان ما تزال تطل بصمتها المهيبة على المحيط، إلا أن ملامح الوليدية اليوم لم تعد فقط عسكرية أو استراتيجية، بل صارت تنبض بحياة مدنية وسياحية جعلت منها إحدى أبرز المحطات الساحلية بالمغرب.
تحوّلت الوليدية في العقود الأخيرة إلى قبلة للباحثين عن الاستجمام في أحضان الطبيعة، بفضل بحيرتها الهادئة ذات المياه الشبه مالحة، وتنوعها البيولوجي الغني، وهو ما منحها مكانة بيئية خاصة ضمن الشبكة الوطنية للمناطق الرطبة المحمية.
من تراث المحار إلى علامة مغربية مسجلة
لا يمكن الحديث عن الوليدية دون الإشارة إلى مكانتها الريادية في إنتاج المحار بالمغرب. فبفضل ظروفها البيئية الفريدة، أصبحت البحيرة الشاطئية موطنًا مثاليًا لتربية هذا الكائن البحري، مما جعل اسم “محار الوليدية” علامة ذات إشعاع يتجاوز الحدود، ويُدرّ مداخيل مهمة على الساكنة المحلية، خاصة خلال موسم الصيف.
وقد ساهم هذا النشاط الاقتصادي، المرتبط بالموروث الطبيعي، في خلق توازن بين الاستغلال البيئي والتنمية المستدامة، عبر مشاريع تربوية وسياحية ومجتمعية تشارك فيها تعاونيات نسائية وشبابية.
الوليدية.. حين تتكلم الجغرافيا بلغة الهدوء
على خلاف المدن الساحلية المجاورة مثل الجديدة وآسفي، تحتفظ الوليدية بإيقاعها الخاص، فهي ليست فقط مكانًا لقضاء العطل، بل فضاء تأملي يُعيد الزائر إلى أصل الأشياء: الصمت، البحر، والطبيعة البكر.
تحتضن المنطقة أيضا فعاليات ثقافية محدودة، لكنها تحمل دلالة قوية في الحفاظ على الذاكرة المحلية، من خلال تنظيم أيام للمحار، وندوات بيئية، وجولات استكشافية يقودها أبناء المنطقة والمجتمع المدني .
إكراهات التنمية… وطموحات الساكنة
ورغم هذه المؤهلات، ما تزال الوليدية تواجه تحديات بنيوية مرتبطة بالبنية التحتية، وتدبير المجال الساحلي، والحفاظ على التوازن بين الاستثمار والسياحة من جهة، والحفاظ على الخصوصية البيئية والتراثية من جهة أخرى.
إن الوليدية اليوم، كما كانت بالأمس، تقف عند تقاطع بين الماضي والمستقبل، بين سيرة سلطان وقصص مقاومة، وبين أحلام ساكنة تُراهن على بحرهم ليكون بوابة تنمية عادلة وشاملة .
ييتبع