إقليم الجديدة

أولاد احسين.. الهدم كسلاح لمحاربة البناء العشوائي

 

تشهد جماعة أولاد احسين حملة متصاعدة لهدم المستودعات والمحلات التجارية العشوائية، في خطوة حازمة تهدف للسلطات المحلية في محاربة الفوضى العمرانية التي استفحلت في المنطقة. تأتي هذه العمليات كإجراء ضروري لوقف التوسع غير القانوني الذي أرهق البنية التحتية وشوه الطابع العمراني للجماعة. فالهدم ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لإعادة النظام إلى المشهد العمراني وتأكيد هيبة القانون في مواجهة التجاوزات المتراكمة على مدى سنوات.

عمليات الهدم التي شهدتها المنطقة سابقا تمثل الخط الأمامي في معركة مكافحة البناء العشوائي، حيث تستهدف بشكل مباشر البنايات المخالفة للضوابط القانونية. هذه الإجراءات، رغم قسوتها الظاهرة، تعتبر ضرورية لوقف نزيف التجاوزات العمرانية وإرسال رسالة واضحة مفادها أن عهد التساهل مع المخالفين قد ولّى. ومع كل مبنى يتم هدمه، تتعزز ثقافة احترام القانون وتنحسر مساحة العشوائية التي كانت تتوسع على حساب التخطيط المنظم

يواجه مسلسل الهدم في أولاد احسين تحديات عديدة،  حيث تزال بعض المباني بينما تترك أخرى، أثار تساؤلات حول عدالة التطبيق. ورغم ذلك، تبقى عمليات الهدم الأداة الأكثر فعالية لمحاربة ظاهرة البناء العشوائي، خاصة في ظل فشل الإجراءات الوقائية والزجرية الأخرى في الحد من انتشارها.

تشكل استراتيجية الهدم في أولاد احسين نموذجا لسياسة الحزم في مواجهة الفوضى العمرانية، لكن نجاحها يبقى رهيناً بشموليتها واستمراريتها وعدالة تنفيذها. المطلوب اليوم هو مأسسة هذه العمليات ضمن رؤية متكاملة لا تكتفي بإزالة البنايات المخالفة، بل تتضمن أيضاً إجراءات استباقية تمنع تكرار الظاهرة، مع توفير بدائل قانونية للاستثمار والبناء تلبي احتياجات السكان الاقتصادية والاجتماعية، وتضمن في الوقت نفسه احترام ضوابط التعمير والتهيئة المجالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى