أخبار الوليدية‎أعمدة الرأيإقليم سيدي بنور

الوليدية ليست للبيع: أبنائها شركاء في التنمية… لا ضحايا استثمار مشبوه

الجديدة وان :جواد المصطفى

الوليدية ليست للبيع: أبنائها شركاء في التنمية… لا ضحايا استثمار مشبوه

في الوقت الذي تتغنى فيه بعض الأصوات بدخول “المستثمرين” إلى جماعة الوليدية، خرجت إحدى الجرائد الورقية مؤخرًا بمقال يتهجم بشكل مباشر وغير مقبول على أبناء الوليدية، مروّجة لفكرة أن شباب المنطقة لا يمكنهم إنشاء مقاهي مرخصة محترمة أو مشاريع سياحية، وكأن جودة الاستثمار لا تتحقق إلا بقدوم رأس مال أجنبي مجهول المصدر.

نقولها بصراحة أبناء الوليدية ليسوا عاجزين عن خلق مشاريع ذات قيمة، ولكنهم يقصون عمدا من خارطة التنمية، ويواجهون عراقيل إدارية وواقعية في حين يفرش البساط الأحمر أمام مستثمرين لا نعلم عنهم شيئا سوى أنهم يملكون المال. وهل المال مقياس الوطنية أو النزاهة؟

المفارقة أن الشاب الذي يبيع “مول الشواية” بعشرة دراهم، يعيل أسرة كاملة ويُحافظ على كرامته. في المقابل، المستثمر قد يكون يبيض أمواله في مطعم فاخر أو فندق “للواجهة”، ولا علاقة له بالمنطقة أو بأهلها. ثم يُقال لنا السياحة لا تنمو إلا برأس مال خارجي” وهذا أخطر ما يمكن أن يروّج له في خطاب التنمية ، لأن التنمية لا تكون بالإقصاء، بل بالشراكة.

ثم لنسأل ببساطة هل كل من فتح مقهى يبيع الأومليط بـ35 درهمًا، أو وجبة عشاء بـ800 درهم، يراعي واقع الساكنة؟ أم أننا نسير نحو نموذج سياحي طارد لأبناء المنطقة ، وجاذب فقط لجيوب الأغنياء؟

نقول لتلك الجريدة، ولمن يقف خلفها: ضميرنا لا يشترى بدرهم، ولا نبيع أبناء الوليدية من أجل صور براقة لمستثمرين عابرين.”

جريدة “الجديدة وان ” والمجتمع المدني سيُسلطون الضوء على كل خروقات الاستثمار المشبوه، وسيظلون صامدين في وجه من يحاول أن يحوّل الوليدية من جماعة سياحية نابضة بالحياة إلى سلعة تُباع لمن يدفع أكثر.

الوليدية ليست للبيع.
وشبابها ليسوا عالة بل قاطرة حقيقية للتنمية لو أُعطيت لهم الفرصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى