
عبد الرحيم بياضرة… صوت العقل وضمير جماعة مولاي عبد الله أمغار
في زمن أصبحت فيه التنمية رهينة الأرقام والشعارات، يبرز اسم عبد الرحيم بياضرة كأحد الأصوات الصادقة التي اختارت الاصطفاف إلى جانب المواطن، لا إلى جانب الكرسي. ابن جماعة المغارية، سليل عائلة عرفت بالنزاهة والغيرة على المصلحة العامة، هو ابن إسماعيل بياضرة، أحد رجالات المنطقة الذين رحلوا وتركوا خلفهم سيرة نظيفة ومساراً يشهد له القاصي والداني.
من قلب جماعة مولاي عبد الله أمغار، انطلق بياضرة حاملاً مشعل النضال من أجل تنمية شاملة تعيد الاعتبار لساكنة ظُلمت طويلاً بسياسات ارتجالية ومقاربات سطحية. لم يكن صوتاً عابراً، بل كان دائماً في صلب النقاشات، يتطرق إلى قضايا حقيقية تمس المواطن بشكل مباشر: مقبرة ريان، الفدارلية، النقل المدرسي، مشاكل سيدي بوزيد، أسوار الجماعة، والمرافق المرتبطة بالموسم السنوي. كلها مواضيع لم يتردد في طرحها بجرأة ووضوح، إيماناً منه أن دور المنتخب ليس التصفيق، بل المساءلة والمشاركة الفعالة.
عبد الرحيم بياضرة ليس من السياسيين الذين يبحثون عن الأضواء أو المقاعد، بل هو صوت الذاكرة الجماعية للمنطقة. لم ينسَ يوماً من سبقوه في تحمل المسؤولية، بل ظل يُذكّر مراراً وتكراراً بمساهمات الرؤساء السابقين الذين وضعوا اللبنات الأولى للبنية التحتية، الإنارة العمومية، وربط الأحياء بالماء الصالح للشرب. ويعتبر أن من الأخلاق السياسية والإنصاف الاعتراف بجهود هؤلاء، لا نسبتها لمن يأتون بعدها ويتغنون بإنجازات لم يصنعوها.
في زمن الصمت واللامبالاة، كان بياضرة صوتاً يقظاً داخل المجلس، ينتقد لا ليعارض، بل ليصحح المسار. موقفه هذا أكسبه احترام الكثير من المتتبعين داخل الجماعة وخارجها، وكرسه كوجه من وجوه المعارضة البناءة، لا تلك التي تستهلك الكلام، بل تلك التي تصنع الفرق وتدافع عن صوت المواطن البسيط.
إن عبد الرحيم بياضرة اليوم، هو مرآة حقيقية لمعاناة الساكنة، وهو نموذج للفاعل المحلي الذي لم يتخلَّ عن مبدأه رغم العوائق، ولم يبع صوته في سوق التوافقات والمصالح. وإذا كان لكل منطقة صوتها، فإن جماعة مولاي عبد الله أمغار تفخر بأن يكون عبد الرحيم بياضرة هو ذلك الصوت… صوت الأرض، الذاكرة، والمستقبل.
ليس عبد الرحيم بياضرة مجرد اسم في لائحة المنتخبين، بل هو صوت حيّ يعكس نبض الشارع، وضمير حيّ لا يساوم على مبادئه. في زمن يعلو فيه ضجيج الادعاءات، يظل أمثال بياضرة النبراس الذي يضيء طريق الشفافية والنزاهة، ويذكّر الجميع أن خدمة الوطن لا تُقاس بالمناصب، بل بالمواقف. فلتصمت الأضواء الزائفة، وليبقى الصوت النقي هو الذي يصنع الفرق.