
برلمانيو الجديدة تحت المجهر: ماذا تحقق خلال الولاية التشريعية؟
الحلقة الأولى: المهدي الفاطمي – أسئلة كثيرة ونتائج محدودة
في هذا المقال ، تفتح “الجديدة وان” ملف أداء نواب إقليم الجديدة تحت قبة البرلمان، حيث نرصد حصيلة كل برلماني على حدة، بدون استثناء، وبمنأى عن المشاريع التي تدخل ضمن إطار المبادرات الملكية أو البرامج الحكومية المركزية، الهدف هو تقديم تقييم موضوعي لما تحقق فعلا على أرض الواقع خلال السنوات الماضية، نخصص ملف هذا اللأسبوع للنائب المهدي الفاطمي، ممثل حزب الاتحاد الإشتراكي
البرلماني الأول: المهدي الفاطمي عن حزب الإتحاد الإشتراكي
حصيلة باهتة رغم الحضور المكثف : ماذا قدم المهدي الفاطمي لإقليم الجديدة؟
هيئة التحرير – الجديدة وان
على امتداد سنوات من التمثيل البرلماني، لم يعد حضور النائب مولاي المهدي الفاطمي عن دائرة الجديدة في قبة البرلمان موضع نقاش، فقد أظهر نشاطا ملحوظا من حيث الكم: 206 سؤالا شفويا، 473 سؤالا كتابيا، وملفات تناولت قطاعات متعددة من صحة وتعليم إلى تشغيل وفلاحة.
لكن الواقع في إقليم الجديدة يطرح سؤالا أبسط وأكثر إلحاحا: ماذا تغير في حياة المواطنين؟
ــ أسئلة كثيرة… وإجابات مؤجلة
في الوقت الذي تسجل فيه ساكنة الجديدة خصاصا مهولا في البنية التحتية الصحية والتعليمية (حي المطار بوسط المدينة) نمودجا، وهشاشة في النقل الحضري، وغيابا ملموسا للمبادرات الاقتصادية الجادة، اختار النائب أن يكتفي بمساءلة الحكومة دون أن يترجم ذلك إلى تحركات ميدانية أو إنجازات واضحة على الأرض.
فالسؤال حول الأسر المهددة بالإفراغ في شارع محمد الخامس كان عاطفيا وإنسانيا، لكنه لم يفض إلى حماية فعلية لتلك العائلات. والأسئلة المتكررة حول أسعار الزيتون لم توقف زحف المضاربات أو تراجع القدرة الشرائية.
غياب النجاعة، لا الغياب البرلماني
أن تكون حاضرا في البرلمان لا يعني أنك تحقق نتائج. فكل المبادرات التي تقدم بها المهدي الفاطمي، وإن كانت كثيرة عدديا، لم تواكبها حلول واقعية على مستوى الإقليم. لا مشاريع محلية مباشرة، لا تعبئة استثنائية للمجتمع المدني، لا آليات محاسبة محلية، ولا حركية واضحة داخل الجماعات الترابية التي له تأثير فيها، باعتباره أيضا رئيسا لجماعة مولاي عبد الله.
ــ هل انتهى زمن التبرير؟
العديد من البرلمانيين اليوم يختبئون خلف شعارات الأغلبية لا تتفاعل أو الحكومة تتجاهل الأسئلة، لكن هذه المبررات لم تعد تقنع المواطنين، النائب البرلماني ليس مراسلا صحفيا في البرلمان، بل مسؤول سياسي يفترض فيه أن يبادر، أن يضغط، أن ينجز.
فهل يكفي أن يراكم البرلماني الأسئلة المكتوبة ويحتفي بها عبر صفحات حزبه، في حين يظل سكان إقليم الجديدة يواجهون الواقع نفسه: مستشفيات منهكة، فرص عمل نادرة، ومجالس جماعية شبه مشلولة؟
ــ خلاصة لا تحتمل المجاملة
مولاي المهدي الفاطمي لم يكن برلمانيا غائبا، لكنه كان نائبا دون أثر محلي يذكر. ومهما كانت وجاهة تدخلاته، فإنها لم تواكبها قرارات نافذة أو مشاريع تنموية محسوسة.
في نهاية الولاية، لن يسأل الناخب كم سؤالا طرحت، بل كم مدرسة بنيت، كم طريق فك عنها العزلة، وكم أسرة غادرت الهشاشة نحو الكرامة.
ويبقى السؤال مفتوحا: هل يمثل النائب ساكنة الجديدة فعلا، أم أنه يمثل فقط حزبه تحت قبة البرلمان؟