
رغم ما يعيشه المغرب من دينامية تنموية واستعدادات لاحتضان تظاهرات رياضية وثقافية دولية، يبقى واقع النقل السككي، خصوصاً على مستوى الخط الرابط بين الرباط والجديدة، نقطة سوداء في مسار التطور. فالمواطنون الذين يتنقلون يومياً بين المدينتين يواجهون ظروفاً مزرية داخل عربات متقادمة تفتقر لأدنى شروط السلامة والراحة.
القطارات المستعملة على هذا الخط توصف من طرف الركاب بـ”الخردة”، لما تعانيه من تهالك واضح، أعطاب تقنية متكررة، وتأخيرات شبه يومية، ما يجعل الرحلة قصيرة المسافة طويلة في الزمن والجهد. هذه الوضعية لا تليق بمستوى طموحات البلاد، خاصة وأن الحديث اليوم يتكرر عن مغرب يصبو للريادة في التنظيم وحسن الاستقبال.
الغريب أن هذا الخط يربط بين مدينتين حيويتين، تضم إحداهما (الدار البيضاء) أكبر قطب اقتصادي في البلاد، بينما تعد الجديدة نقطة جذب سياحي وصناعي. ورغم ذلك، فإن الخدمات المقدمة لا تعكس أبداً هذه الأهمية، مما يثير استياءً عارماً في صفوف الركاب ويدفع الكثيرين إلى الهجرة نحو وسائل نقل بديلة، أقل أمناً وأكثر كلفة.
بات من الضروري إطلاق إصلاح شامل لهذا المرفق الحيوي، يشمل تحديث الأسطول، تحسين المواعيد، والارتقاء بالخدمات إلى مستوى تطلعات المواطن المغربي. فالسكك الحديدية ليست مجرد وسيلة تنقل، بل مرآة تعكس صورة بلد يتقدم نحو المستقبل، أو يراوح مكانه في ماضٍ تجاوزته التحديات.