
جماعة أولاد احسين.. جماعة بلا روح ولا برامج
جواد المصطفى
منذ تولي الرئيس الحالي زمام تسيير جماعة أولاد احسين، دخلت المنطقة في حالة من الجمود غير المسبوق، فلا مشاريع تنموية تذكر، ولا برامج واضحة المعالم، ولا حتى أنشطة يشارك فيها المجتمع المدني. وكأن الجماعة تحولت إلى مقبرة صامتة، لا حياة فيها سوى حضور شكلي لمجلس منتخب يفترض أن يكون في خدمة المواطنين.
الرئيس، الذي من المفترض أن يكون فاعلًا ومبادرًا، بدا وكأنه يعتبر منصبه مجرد لقب بروتوكولي، بعيد كل البعد عن المسؤولية الفعلية التي يفرضها القانون والدستور والانتظارات الشعبية. فمنصب الرئيس ليس شرفًا فقط، بل تكليف ومسؤولية، تتطلب رؤية وبرامج ومتابعة يومية لهموم الناس.
السكان اليوم يتساءلون بمرارة: ما جدوى وجود مجلس جماعي إذا كانت الدواوير التابعة له تعيش في عزلة خانقة؟ طرق مهترئة، غياب الإنارة العمومية في أماكن كثيرة، ضعف البنية التحتية الأساسية، وغياب أي مبادرات لتحريك عجلة التنمية. كل هذا في وقت تتطلع فيه الساكنة إلى تحسين مستوى عيشها، لا إلى مزيد من التهميش.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المجتمع المدني، الذي يمثل شريكًا أساسيًا في أي إقلاع محلي، تم تهميشه بشكل كامل. فلا دعم للجمعيات، ولا فضاءات للأنشطة، ولا حتى تواصل رسمي مع مكونات النسيج الجمعوي. وكأن الجماعة قررت أن تعيش خارج زمن المشاركة المواطنة والحكامة الجيدة.
ومن بين الملفات التي تثير الكثير من الجدل، ملف **النقل المدرسي** الذي تدعمه الجماعة. فبينما ينتظر التلاميذ وأولياؤهم خدمات في المستوى، يروج أن جمعيات بعينها هي التي تستفيد من الدعم الممنوح دون شفافية أو عدالة في التوزيع، مما يستدعي فتح تحقيق عاجل من طرف وزارة الداخلية لتوضيح الحقيقة وترتيب المسؤوليات.
في المقابل، تظل السوق الأسبوعي والفلاج والدواوير الأخرى مجرد مشاهد يومية لمعاناة متكررة: غياب التنظيم، ضعف الخدمات، انتشار العشوائية، وغياب رؤية واضحة للتأهيل. وهي مشاهد سننقلها لكم مباشرة عبر “الجديدة وان”، لنضع أمام الرأي العام صورًا حقيقية ربما لم تنقل من قبل.
إن صمت الرئيس وعدم تحمله لمسؤوليته يضع أكثر من علامة استفهام حول مفهوم القيادة المحلية. هل هو مجرد كرسي انتخابي يسعى البعض من خلاله لتحقيق مصالح ضيقة؟ أم أنه التزام أخلاقي وقانوني تجاه المواطنين؟ الإجابة تبدو واضحة على الأرض، حيث لا أثر لعمل جاد أو مشاريع ملموسة.
ومن هذا المنبر، تؤكد “الجديدة وان” أنها ستقوم بزيارة ميدانية لمختلف دواوير الجماعة، لتقف على حجم التراجع والإهمال، وتنقل بالصوت والصورة ما يعيشه المواطنون من معاناة يومية. لأن الإعلام الجاد ليس مجرد نقل أخبار سطحية، بل كشف للحقائق وتحريك للرأي العام نحو مساءلة المسؤولين عن أدائهم.
على الرئيس أن يفهم أن الجماعة ليست ضيعته الخاصة، وإذا عجز عن أداء مهامه فليتنحَّ، لأن أولاد احسين أكبر من أن يختزل مستقبلها في شخص واحد بلا رؤية ولامسؤولية.



