من 08 غشت 2025 .. موسم مولاي عبد الله أمغار يجمع بين الروحانية ،الفروسية والفن الأصيل
المصطفى جواد

تستعد جماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة لاحتضان فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار لسنة 2025، الذي سينظم في الفترة ما بين 08 و16 غشت، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. ويعد هذا الموسم من أكبر وأعرق التظاهرات الدينية والثقافية بالمغرب، حيث يجمع بين الروحانية، الفروسية، الفن، التراث والصناعة التقليدية، في أجواء احتفالية مميزة تستقطب الزوار من داخل وخارج المملكة.
يتميز البرنامج الديني للموسم بغناه وتنوعه، إذ ينطلق بليلة قرآنية كبرى داخل مسجد مولاي عبد الله، تتبعها أمسية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. كما يشمل البرنامج محاضرات وندوات علمية ودروس دينية بعد صلاتي العصر والمغرب، إضافة إلى لقاءات نسائية وورشات لفائدة الأطفال والناشئة. ويحظى الجانب الروحي بمكانة خاصة من خلال ليالي السماع والمديح الصوفي وجلسات التوجيه الديني والتأطير الفردي.
يشهد الموسم أيضًا فعاليات دينية موازية مثل إصدار العدد السنوي من مجلة “وامضات دينية”، وتنظيم استشارات شرعية لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بالإضافة إلى حفل لتكريم الإمام والمؤذن الأقدم بالمنطقة، وتوزيع جوائز على حفظة القرآن الكريم، في إطار تثمين القيم الدينية وتشجيع الناشئة على التمسك بالهوية الإسلامية المغربية.
في الجانب الفني، يزخر الموسم بسهرات يومية يحييها ثلة من الفنانين المغاربة المعروفين، من ضمنهم سعيدة شرف، عبد الرحيم الصويري، حسن لولاد، موحى إيعلا، عبد العالي الجعيدي، عبد المولى الحصار، بوسكا 46، الملوكي، محفوظي، نبيل بنعبد الله، سارة تيارة، أيوب روحال، وغيرهم. وتُقام هذه السهرات بتنشيط من الثنائي أمين العراقي ونبيل التونسي، مما يمنح الجمهور تجربة فنية متميزة تمزج بين الطرب الشعبي والأنماط الموسيقية التراثية.
تحتل الفروسية التقليدية “التبوريدة” مكانة محورية في الموسم، حيث تعرف مشاركة واسعة لسربات من مختلف جهات المملكة، تقدم عروضها يوميًا من 09 إلى 15 غشت، من الرابعة عصرًا حتى التاسعة مساءً. وتشكل هذه العروض لوحة فنية تعكس ارتباط المغاربة بعالم الفروسية والقيم الشجاعة والانضباط. ويشهد يوم 16 غشت تنظيم الحفل الرسمي لاختتام عروض التبوريدة، وسط احتفالية ضخمة.
من جهة أخرى، يتضمن البرنامج عروضًا يومية للصيد بالصقور، باعتباره تراثًا لاماديًا تشتهر به منطقة دكالة. وتقدم هذه العروض من طرف محترفين في فن الصقارة، مع فتح المجال للزوار لاكتشاف تقنيات تدريب الطيور وأساليب الصيد التقليدي، في خطوة تروم الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأصيل.
يحضر الجانب الثقافي بقوة من خلال تنظيم ندوات فكرية وعلمية في مواضيع الهوية والدين، إلى جانب أمسيات شعرية، عروض حكي تقليدي، ومعارض للمنتجات المحلية والصناعات اليدوية التي تعكس ثراء الحرف التقليدية بالمنطقة.
يشهد الموسم أيضًا أنشطة اجتماعية وتربوية، أبرزها الورشات التوعوية لفائدة الأطفال، توزيع مطبوعات دينية، وتنظيم مسابقات ثقافية ودروس خاصة لفئة الشباب والنساء، في سياق يشجع على التربية المواطنة والتفاعل مع القضايا الدينية والاجتماعية.
يعكس موسم مولاي عبد الله أمغار 2025 روح الانفتاح المغربي على التعدد الثقافي والديني، ويشكل منصة سنوية للتلاقي بين الماضي والحاضر، بين الأصالة والمعاصرة، في تناغم فريد يترجمه الإقبال الجماهيري الواسع الذي يعرفه كل سنة.
يُنظم الموسم بتنسيق بين عمالة إقليم الجديدة، جماعة مولاي عبد الله، المجلس العلمي المحلي، وشركة FILAT DISTRIBUTION، وبدعم من شركاء رسميين واقتصاديين كبار مثل مجموعة OCP، كوكاكولا، سوريك، دارك، أورنج، BIC، بالإضافة إلى تغطية إعلامية واسعة من القنوات الوطنية والمؤسسات الصحفية، ما يمنح الحدث إشعاعًا وطنيًا استثنائيًا.



