الدفاع الحسني الجديدي داخل القاعة.. استقالة ممدوحي تكشف أزمة أعمق داخل الفريق

قدم يوسف ممدوحي، مدرب نادي الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم داخل القاعة، رسالة وداع مؤثرة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، أعلن فيها نهاية تجربته على رأس العارضة التقنية للفريق، موجها شكره لكل مكونات النادي من مكتب مسير، ولاعبين، وأطر، وجماهير ظلت تساند المجموعة رغم توالي النتائج السلبية.

وأكد ممدوحي في تصريح لـ”الجديدة وان” أنه فضل الانسحاب في صمت احتراما لاسم الفريق وتاريخه وجماهيره، معتبرا أن سلسلة الهزائم المتتالية جعلته يشعر، إنسانيا ومهنيا، بأنه قد يكون جزءا من أسباب الوضع، رغم عمله المتواصل والاجتهاد في حدود الإمكانيات المتاحة.

غير أن قراءة موضوعية لواقع النادي تفرز تساؤلات عميقة حول المسؤول الحقيقي عن تراجع النتائج، إذ إن المؤشرات التقنية والإدارية تؤكد أن المدرب ليس الطرف الرئيسي في الأزمة. فالفريق غير جلده هذا الموسم بنسبة تفوق 80%، مع الاعتماد على لاعبين شبان يخوض معظمهم أول تجربة في كرة القدم داخل القاعة، وهو ما يجعل فترة التأقلم طويلة بطبيعتها.

إضافة إلى ذلك، يعاني الفريق من هشاشة واضحة على مستوى البنية التنظيمية والمالية، إذ يشتغل اللاعبون دون عقود احترافية أو نظام مالي منظم، ما يؤثر سلبا على الاستقرار الذهني والانضباط الاحترافي داخل المجموعة، ويضع الجهاز التقني أمام صعوبات كبيرة في بناء نواة صلبة قادرة على المنافسة.

هذه المعطيات تضع المكتب المديري أمام واجبات واضحة، أبرزها توفير شروط العمل الأساسية للجهاز التقني واللاعبين، ووضع رؤية رياضية واضحة تتجاوز منطق “الترقيع”، وتؤسس لمشروع حقيقي يليق باسم الدفاع الحسني الجديدي داخل القاعة، بدل تحميل المدرب وحده وزر نتائج لا تتحملها جهة واحدة.

رحيل ممدوحي بأسلوب محترم وهادئ يكشف جانبا من الأزمة… لكنه يفتح أيضا الباب أمام ضرورة تقييم شامل لمسار الفريق، وتحديد المسؤوليات بدقة، خدمة لمستقبل الرياضة داخل المدينة، وإنقاذ مشروع فوتسال كان بإمكانه أن يكون رقماً تنافسيا لولا غياب شروط النجاح.

ويبقى الأمل قائما في أن يتدارك المكتب المسير الوضع، ويعيد ترتيب الأوراق بما يضمن انطلاقة جديدة للفريق وجماهيره العريضة التي ظلت السند الأول والأقوى في كل المراحل.