باب إسمنتي يفضح العبث العمراني بشارع محمد السادس بالجديدةعامل إقليم الجديدة مطالب بالتدخل
جواد المصطفى

في سابقة غريبة لا تليق بمدينة من حجم الجديدة، جرى تشييد باب إسمنتي بزنقة تطل على شارع محمد السادس، وكأننا أمام محاولة لإخفاء الأوساخ تحت البساط. هذا “الحل” الساذج لا يعكس سوى غياب رؤية حضرية واضحة، واستخفاف بذكاء الساكنة التي سئمت من الحلول الترقيعية والقرارات العشوائية.
الزنقة التي كانت منذ سنوات مرتعاً للإهمال ومرحاضاً عمومياً مفتوحاً، لم يجد لها عامل إقليم الجديدة لها حلاً إلا ببناء جدار وباب حديدي بارد، في خطوة تكشف غياب التخطيط والرغبة الحقيقية في معالجة أصل المشكل. فالنتيجة واحدة: فضاء مشوه يسيء لصورة المدينة أكثر مما يخدمها.
هل يُعقل أن تتحول زنقة تطل على البحر إلى جدار من الإسمنت؟ هل هذه هي التنمية التي يُبشرون بها؟ بدل أن يتم تحويل الفضاء إلى ممر سياحي صغير أو نقطة جمالية تليق بمكان استراتيجي، تم الاكتفاء بترقيع يختزل السياسة الحضرية للجديدة في “سُد الباب وارتاح”
إن هذا النوع من القرارات يكشف حجم العشوائية داخل مصالح التعمير بالجماعة، ويطرح سؤالاً صارخا أين هي كفاءات الهندسة والتخطيط؟ وأين هي أعين المسؤولين الذين يباركون هذا العبث؟ أم أن شعار المرحلة أصبح “أبني جداراً، وأخفي المشكل”؟
الساكنة اليوم في حيرة وغضب هل هذا ما تستحقه الجديدة، وهي المدينة التي يفترض أن تكون واجهة سياحية للمغرب؟ باب إسمنتي يفضح العقلية الضيقة التي لا ترى أبعد من “المسامير والإسمنت”، ويُظهر أن همّ البعض ليس تجميل المدينة بل التخلص من صداع شكايات المواطنين كيفما اتفق.
إن ما حدث في هذه الزنقة هو وصمة عار على جبين المسؤولين من البلدية الى عمالة إقليم، ودليل آخر على أن التخبط والعشوائية ما زالا يتحكمان في تدبير شؤون الجديدة. المطلوب اليوم ليس جداراً يُغلق زنقة، بل إرادة سياسية تفتح أفقاً حضرياً جديداً، وتعيد الاعتبار لمدينة تستحق أن تكون في مستوى تاريخها وسمعتها.



