
النقل المدرسي بالواليدية.. بين الدعم الرسمي والأسئلة الجوهرية للأسر
استفادت جماعة الواليدية مؤخراً من سيارة نقل مدرسي جديدة، ضمن المبادرات الرسمية التي يشرف عليها عامل إقليم سيدي بنور، منير هواري، لتعزيز ظروف وصول التلاميذ إلى المدارس وتحسين شروط الدراسة في الجماعة. إلا أن أسعار النقل المدرسي الحالية، التي تراوحت بين 150 و200 درهم لكل تلميذ حسب إيصالات الأداء، تثير تساؤلات لدى الأسر، خاصة تلك التي لديها ثلاثة أبناء، إذ يمثل المبلغ عبئاً إضافياً على ميزانية العائلات ذات الدخل المحدود. تضاف إلى ذلك ظروف المنطقة الاقتصادية، التي تعاني من البطالة وقلة المصانع والشركات، حيث تعتمد غالبية الأسر على موسم الصيف كمصدر للدخل، ما يجعل القدرة على تحمل تكاليف النقل المدرسي أكبر تحدي.
المكتب الجديد للجمعية المكلفة بالنقل المدرسي، الذي استلم المسؤولية أواخر شهر دجنبر، أعلن أنه قام بتخفيض الأسعار لضمان استفادة أكبر عدد من التلاميذ، مؤكداً حرصه على الشفافية في التسيير. مع اقتراب الدخول المدرسي، يطرح السؤال حول إمكانية تخفيض المبلغ إلى 100 درهم للتخفيف عن الأسر التي لديها عدة أبناء. كما يتساءل البعض عن قدرة الجمعية على نشر تقريرها المالي والأدبي لضمان الشفافية أمام الرأي العام، وخاصة عبر جريدة الجديدة.
في هذا السياق، طالبت بعض الأطراف المعنية بتدخل المجلس الأعلى للحسابات والهيئة الوطنية لحماية المال العام لفحص التقرير المالي والأدبي للجمعية، والتأكد من مدى الالتزام بمبادئ المحاسبة والشفافية. كما يبقى السؤال حول ما إذا كان عامل الإقليم سيتدخل لمراجعة التسيير المالي قبل الدخول المدرسي الجديد.
يبقى الهدف الأساسي هو توفير نقل مدرسي آمن، منصف وفي متناول الجميع، يجمع بين الدعم الرسمي والمحاسبة الدقيقة، ويضمن حقوق التلاميذ وأسرهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة، ويحول المبادرة إلى حق فعلي وليس مجرد امتياز مؤقت.



