أخبار وطنية

موسم مولاي عبد الله.. عرس التراث الذي يخطف أنظار المغرب والعالم

جواد المصطفى

 

في لوحة استثنائية تجمع بين عبق التاريخ وروح العصر، انطلقت فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار 2025، أحد أكبر المواعيد التراثية بالمغرب وإفريقيا، وسط حضور جماهيري غفير، ورعاية سامية من جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من صون التراث اللامادي ركيزة أساسية في الحفاظ على الهوية الوطنية.

هذا الموسم، الذي يمتد إلى 16 غشت الجاري، يشهد مشاركة 122 سربة تضم 2065 فرسًا وفرسانًا من مختلف جهات المملكة، ليحولوا “محرك التبوريدة” إلى مسرح مفتوح يرسم أجمل اللوحات الفروسية، حيث تمتزج أصوات البارود بصهيل الخيل، في مشهد يختزل قرونًا من تقاليد الفروسية المغربية الأصيلة.

حرصت الجهة المنظمة، بشراكة مع عمالة إقليم الجديدة والمجلس الإقليمي، على إحداث منصة فنية جديدة بمساحة هكتارين، نُقلت إلى مدخل فضاء الموسم لتسهيل تدفق الزوار. كما تم تخصيص فضاءات للأنشطة الدينية والثقافية والصيد بالصقور، إضافة إلى سهرات فنية تستقطب عشاق الطرب الشعبي والتراثي.

أكبر تعبئة أمنية في تاريخ الموسم
وفي سابقة تنظيمية، جندت السلطات الأمنية ما يفوق 2200 عنصر من الدرك الملكي، موزعين على مختلف النقاط الإستراتيجية، لتأمين الفضاءات العمومية ومحركات التبوريدة، وتنظيم حركة السير والجولان، ومراقبة المداخل والمخارج، والتدخل السريع في حالات الطوارئ.

هذه الإجراءات الصارمة، التي تمت وفق خطة أمنية محكمة، لاقت إشادة واسعة من الزوار، الذين لمسوا انسيابية في التنقل، وشعورًا بالأمان وسط الأجواء الحماسية للموسم.

لا يقتصر موسم مولاي عبد الله أمغار على كونه احتفالًا بالتراث اللامادي، بل يمثل أيضًا رافعة سياحية واقتصادية لإقليم الجديدة، إذ يُتوقع أن يتجاوز عدد زواره خمسة ملايين شخص، مما ينعكس إيجابًا على أنشطة الإيواء، والمطاعم، والتجارة المحلية.

بهذه التوليفة بين العراقة والتنظيم الحديث، يواصل موسم مولاي عبد الله أمغار ترسيخ مكانته كموعد سنوي ينتظره عشاق الفروسية والفلكلور، ويخطف أنظار المغرب والعالم، مثبتًا أن التراث، حين يُصان ويُطوّر، يتحول إلى قوة ناعمة تعبر الأزمنة وتوحد الأجيال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى