حوادث

حادث مأساوي يعيد فتح النقاش حول تهالك أسطول الحافلات بين الجديدة والبيضاء ومراكش

هيئة التحرير/محمد ازروال

خلفت حادثة الحافلة التي وقعت صباح يوم أمس الإثنين بالمحطة الطرقية بالجديدة وفاة شاب في مقتبل العمر وعدة إصابات متفاوتة الخطورة، بعدما فقد السائق السيطرة على المركبة مباشرة بعد مغادرتها بوابة المحطة، بسبب عطب مفاجئ في نظام الفرامل، وفقا لما وثقته مقاطع فيديو وشهادات من عين المكان. الحادث أعاد بقوة إلى الواجهة واقع أسطول النقل المهترئ الذي يربط الجديدة بعدد من المدن المجاورة، خاصة الدار البيضاء ومراكش.

ويعتمد هذا المحور الحيوي على حافلات تنتمي لجيل قديم يظهر عليه التآكل والتقادم، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى جاهزية هذه المركبات للقيام برحلات يومية طويلة في غياب صيانة دورية، أو احترام دقيق لمعايير السلامة. فالعديد من الركاب يشتكون باستمرار من اعطال متكررة، وغياب وسائل الراحة، في ظل صمت الجهات المعنية.

ورغم أن التحقيقات الرسمية لم تعلن بعد عن نتائجها أو تفاصيلها الدقيقة، إلا أن الحادث دفع بعدد من الأصوات إلى دعوة مراكز الفحص التقني إلى التشديد أكثر في مراقبة الحافلات، دون أن تتحمل المسؤولية الكاملة، إذ تبقى مسؤولية المهنيين وأرباب شركات النقل قائمة، من حيث ضمان الصيانة الدورية والاستثمار في أسطول جديد يستجيب لمتطلبات السلامة والراحة.

وتعيش مدينة الجديدة منذ سنوات وضعا مقلقا على مستوى النقل، سواء على مستوى الحافلات أو القطارات، حيث لا يمر أسبوع دون تسجيل أعطاب مفاجئة على الخط السككي الرابط بينها وبين البيضاء، ما يكرس صورة التهميش، ويعمق معاناة المسافرين من وإلى المدينة، في غياب إرادة حقيقية لتجديد البنية التحتية المرتبطة بالنقل.

وفي ظل هذا الوضع، تطالب فعاليات مدنية وساكنة المدينة بـتدخل مستعجل من الجهات الوصية، وعلى رأسها وزارة النقل واللوجستيك، لإعادة النظر في جودة الخدمات المقدمة، ومراقبة الأسطول العامل بين المدن، وتفعيل إجراءات ردعية صارمة في حق كل جهة لا تحترم دفتر التحملات. فسلامة المواطن يجب أن تظل فوق كل اعتبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى