رئيس جماعة مولاي عبد الله أمغار.. هل أصبح موسم التخيم ملكية خاصة لأصدقاء وأقارب؟
جواد المصطفى

٧لموسم مولاي عبد الله أمغار هو حدث شعبي سنوي يحمل في طياته روح التراث والاحتفاء بالتقاليد، ويجمع آلاف الزوار من مختلف المناطق. هذا الموسم يمثل فرصة للترفيه والتلاقي الاجتماعي، لكنه هذه السنة شهد تحولات غير مسبوقة في طريقة تنظيمه، كان لها تأثير سلبي على المشاركة العادلة.
في العادة، يُفترض أن يكون رئيس جماعة مولاي عبد الله أمغار مسؤولًا محايدًا يتولى تيسير وتنظيم الموسم بشكل شفاف، بعيدًا عن أي محاباة أو تحيز. ولكن للأسف، ظهر واضحًا أن توزيع أماكن التخيم أصبح حكراً على دائرة ضيقة من الأصدقاء والأقارب، ما أثار استياء وغضب عدد كبير من الزوار والمهتمين.
هذه الممارسات، التي تبدو وكأنها إقصاء ممنهج للمواطنين، تتنافى مع مبادئ العدالة والشفافية التي يجب أن تسود في كل عمل إداري. فمن غير المقبول أن يتحول موسم عام يمثل كل فئات المجتمع إلى ملكية خاصة لأفراد بعينهم، مع ترسيم خرائط تخييم حسب الأهواء الشخصية.
وقد تفاقمت الأزمة عندما قام رئيس الجماعة بتحديد أماكن الخيام لأصحابها بشكل تعسفي، حتى أن بعض أصحاب الخيام الذين جاؤوا للمشاركة بشغف وجدوا أنفسهم مجبرين على التراجع أو قبولا لشروط غير عادلة. وهذا ما يؤشر إلى تسيب إداري وغياب مؤسساتي خطير في إدارة موسم يشكل واجهة مهمة للجماعة.
إن هذه التصرفات لا تخدم سوى تضييق الفرص على العموم، وتهدد الروح الجماعية والتآزر الذي يجب أن يسود مثل هذه الفعاليات. بل أكثر من ذلك، فهي تشكل تجاوزًا للثقة التي وضعها المواطنون في المسؤولين المحليين الذين من المفترض أن يكونوا سندًا للجميع لا أداة لاحتكار المنافع.
نحن في موقع الجديدة وان نؤمن بأن الإصلاح يبدأ بالشفافية والمحاسبة. ومن هذا المنطلق، نطالب رئيس جماعة مولاي عبد الله أمغار بالكف عن هذه الممارسات وإعادة تنظيم الموسم وفق معايير واضحة وعادلة تضمن للجميع الحق في المشاركة دون تمييز أو محاباة.
موسم مولاي عبد الله أمغار ليس ملكية خاصة، بل هو مناسبة لكل سكان الجماعة وزوارها، ومتى ما تم تنظيمه بنزاهة ومهنية فإنه سيظل حدثًا يستحق الفخر والاحتفال. لذا فإن المساءلة والمراجعة ضروريان لضمان استمرار هذا الموسم في أبهى صورة.
ختامًا، على رئيس جماعة مولاي عبد الله أمغار أن يدرك أن موقع “الجديدة وان” ليس مجرد منبر إعلامي عابر، بل هو صوتٌ واعٍ وجريء يمثّل نبض المواطنين ويكشف كل تجاوز وخطأ. لن نتوانى عن متابعة كل خطوة وكل قرار يمس بمصالح الجماعة وأهلها، وسنظل الدرع الحامي للشفافية والعدالة. فليكن على علم أن قوة “الجديدة وان” تكمن في وقوفها مع الحق، وهي أكبر وأقوى مما يتصور، ولن نسمح بتحويل موسمنا الجميل إلى ملعب للمحسوبية والاحتكار.



