خطة أمنية محكمة واستعدادات ميدانية غير مسبوقة لتأمين موسم مولاي عبد الله أمغار

قبل أيام من انطلاق فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، المقرر ما بين 8 و16 غشت الجاري، تشهد المنطقة تعبئة أمنية وتنظيمية مكثفة وغير مسبوقة، تعكس حجم الرهان الموضوع لإنجاح هذا الحدث التراثي الكبير، الذي يُعد من أبرز المواعيد فل الفل الدينية والثقافية بالمغرب.

وتعمل القيادة الجهوية للدرك الملكي تحت إشراف الكولونيل محمد فارس، وبتنسيق دقيق مع مختلف الأجهزة المعنية، على تنفيذ خطة أمنية متكاملة، شملت تعبئة أكثر من 2200 عنصر من مختلف القوى: الدرك الملكي، القوات المساعدة، الوقاية المدنية، وأعوان السلطة، إلى جانب فرق طبية وتمريضية، وبتغطية شاملة طيلة أيام الموسم.

في تطور نوعي، تقرر رفع عدد المقاطعات الأمنية الميدانية إلى عشرين مقاطعة، موزعة استراتيجياً على طول وعرض الفضاء المخصص للموسم، بعدما كانت لا تتجاوز العشرة في نسخ سابقة. هذا التوسع يهدف إلى تقوية المراقبة، ضمان سرعة التدخل، وضبط مختلف التحركات داخل فضاء الموسم الذي يشهد توافدًا هائلًا للزوار.

ولأول مرة، تم اعتماد تقنيات متطورة في التغطية الأمنية، حيث جُهزت مداخل ومحيط الموسم بكاميرات مراقبة ذكية، فيما تم تفعيل نظام المراقبة الجوية عبر الطائرات المسيرة، لرصد التحركات في المناطق النائية ومراقبة كثافة الحشود، تفاديًا لأي انفلات أو خرق محتمل للنظام العام.

كما عززت الفرق الأمنية مواردها بفرق متخصصة من الكلاب المدربة، المجهزة لرصد أي مواد مشبوهة أو تهديدات أمنية، وذلك في إطار مقاربة استباقية تهدف إلى الوقاية قبل التدخل.

تشهد المنطقة هذه الأيام بداية نصب الخيام وبناء الفضاءات التقليدية التي تحتضن الفعاليات، وسط مراقبة صارمة وحضور أمني مكثف يفرض انضباطًا عامًا في الحركة والتنقل وعمليات التثبيت. وقد تم تخصيص ممرات محددة للولوج والخروج، بما يضمن تنظيم السير وانسيابية الحشود، وفق معايير السلامة.

كما تم تجهيز عدد من سيارات الإسعاف المجهزة بمعدات الطوارئ، موزعة على مختلف نقاط الموسم، للتدخل الفوري عند الحاجة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والعدد الكبير من الزوار المتوقعين.

لا يُختزل موسم مولاي عبد الله في طابعه الاحتفالي والتراثي، بل يتطلب كل سنة مجهودًا أمنياً وتنظيميًا يرقى إلى مستوى الأحداث الكبرى. ومن خلال هذه الخطة المحكمة، تُبرهن السلطات الإقليمية على جاهزيتها الكاملة لمواكبة موسم هذا العام، في أجواء من الانضباط، اليقظة، والتنظيم المحكم، بما يضمن سلامة الزوار، وكرامة الفضاء، وهيبة الدولة.