فن وثقافة

اجعل لنفسك حياة.. د. هاجر الحسناوي: الإنسان لم يُخلق عبثاً، بل لعمارة الأرض ووعي الذات هو البداية

جواد المصطفى

اجعل لنفسك حياة.. د. هاجر الحسناوي: الإنسان لم يُخلق عبثاً، بل لعمارة الأرض ووعي الذات هو البداية

حوار: جواد المصطفى

وسط زخم الحياة، وتراكم الضغوط اليومية، تقف د. هاجر الحسناوي، الكاتبة والباحثة في قضايا التنمية الذاتية، لتقدم لنا كتابًا يحمل عنوانًا بسيطًا لكنه عميق المعنى: “اجعل لنفسك حياة”. كتاب يفتح باب العودة إلى الذات، ويقدم مفاتيح لفهم النفس بعيدًا عن التنظير الفارغ أو الوعود المستهلكة.

في هذا الحوار الحصري، تكشف د. هاجر الحسناوي خفايا الكتاب، وأسباب تأليفه، وما يميّزه عن غيره من كتب التنمية، كما تتحدث عن اللغة التي اختارتها، والتجربة الإنسانية التي سكنت بين صفحاته.


دكتورة، ما الذي دفعك لتأليف “اجعل لنفسك حياة”؟ هل كان هناك دافع شخصي أو تجربة معينة؟
تقول الحسناوي بثقة:
“الدافع الأول لتأليف هذا الكتاب كان رغبتي العميقة في ربط الإنسان بواقعه الاجتماعي والفكري والروحي. كثير من الناس يعيشون كأنهم مُنفصلون عن ذواتهم، عن قيمهم، عن رسالتهم في هذه الحياة. شعرت بالحاجة لأن أقول: نحن لم نُخلق عبثاً، بل خُلقنا لغرض أسمى وأرقى، وهو عمارة الأرض، ولا يتحقق ذلك دون وعي ذاتي حقيقي.”


الكتاب يدعو إلى إعادة اكتشاف الذات. ما الأدوات التي تقترحينها لتحقيق ذلك؟
تجيب:
“عندما يستوعب الإنسان أن المشاكل التي يمر بها ليست نهاية الطريق، بل إشارات لإعادة التقييم، فإنه يبدأ في التحرك نحو الحل. أدعو القارئ لأن يفكر في حياته كـ”مسيرة”، عليه أن يفهم أسباب تعثراته، ليعيد بناء توازنه. نحن مسؤولون عن ذواتنا، وهذه المسؤولية تبدأ من الفهم لا من الهروب.”


في ظل الضغوط النفسية والاقتصادية الحالية، كيف يمكن للقارئ أن يطبق هذه المفاهيم في واقعه؟
“أعلم تمامًا أن الواقع ليس سهلاً، ولهذا حاولت أن أجعل الكتاب موجهًا لكل فئات المجتمع، دون استثناء. لا أتحدث بلغة مثالية، بل بلغة إنسانية، حقيقية، تأخذ القارئ من حيث هو، لا من حيث يفترض أن يكون. أن تعي، أن تتأمل، أن تسأل نفسك: ما الذي أريده فعلًا؟ هذه هي البداية.”


وهل الكتاب موجه لفئة عمرية أو اجتماعية معينة؟
“لا، إطلاقًا. الكتاب يخاطب كل من يبحث عن نفسه، عن هدوءه، عن توازنه. سواء كان شابًا في بداية الطريق، أو امرأة في منتصف العمر، أو رجلًا يبحث عن بصمة مختلفة لحياته. الرسالة شاملة، واللغة بسيطة لكنها تحمل عمقًا، وهذا ما كنت أحرص عليه.”


ذكرتِ أن الكتاب يمنح مفاتيح لفهم الذات. ما أبرز هذه المفاتيح؟
“اخترت أن أضع في الكتاب تجارب إنسانية كثيرة، واقعية، مستمدة من الحياة اليومية. القارئ حين يجد نفسه في هذه القصص، سيبدأ تلقائيًا في طرح الأسئلة: من أنا؟ ماذا أريد؟ ما الذي يعطل سعادتي؟ أعتقد أن أول مفتاح هو الوعي، والثاني هو القبول، ثم تأتي الإرادة بعدها.”


كيف توازنين بين الطرح العلمي كدكتورة، وبين لغة بسيطة يستطيع القارئ العادي التفاعل معها؟
“التخصص العلمي يمنحك العمق، لكن إن لم تترجمه بلغة يفهمها الناس، يظل حبيسًا بين رفوف النخبة. لذلك اخترت اللغة الشاعرية البسيطة، حتى تكون قريبة من القارئ، لكن دون أن أفقد المنهجية. وأعتقد أن التحدي الأكبر لأي كاتب هو أن يُبسط دون أن يُسطّح.”


ما الذي يميز “اجعل لنفسك حياة” عن باقي كتب التنمية الذاتية؟
“أنا لا أقدم وعوداً حالمة. ولا أبيع للقارئ وصفات سحرية. أقدم له مرآة. أقول له: انظر جيدًا، وافهم نفسك، وتقبل ضعفك، ثم قم من جديد. هذا الكتاب ليس نظرياً فقط، بل يتكئ على تجربة شخصية ومهنية، وهو مزيج بين الواقعية والتحفيز الواعي، دون مبالغة أو تنويم مغناطيسي.”


هل يحتوي الكتاب على تمارين أو تطبيقات عملية؟
“نعم، فيه دعوات للتأمل، أسئلة مفتوحة، ومقاطع موجهة تساعد القارئ على التفاعل مع ذاته، وكأن الكتاب يكلّمه مباشرة. أنا لا أقدم نصوصاً تُقرأ وتُنسى، بل نصوصًا تُشعر القارئ بأنه في حوار حقيقي مع نفسه.”


كيف ترين تأثير هذا النوع من الكتب على القارئ العربي؟ هل هناك إقبال فعلي؟
“لحسن الحظ، هناك وعي متزايد، خصوصًا في فئة الشباب، بضرورة العمل على الذات، على الصحة النفسية، على التوازن. نرى الآن أن القارئ العربي لم يعد يكتفي بالمعلومة، بل يريد التجربة، يريد العمق، يريد كتابًا يشعره أنه ليس وحده.”


ما مشاريعك المستقبلية؟ وهل من رسالة أخيرة لقرّاء الكتاب؟
تختم د. هاجر الحسناوي بالقول:
“لدي منجز شعري قادم في مجال التنمية الذاتية، بلغة شاعرية غنية ومؤثرة. كما أعمل على مشروع جديد يمزج بين الأدب والتطوير الذاتي بطريقة إبداعية. رسالتي للقراء: لا تؤجلوا أنفسكم. الحياة لا تنتظر. اجعل لنفسك حياة، لأن لا أحد سيفعل ذلك نيابة عنك.”


📚 “اجعل لنفسك حياة” ليس مجرد عنوان، بل دعوة صادقة للعودة إلى جوهر الإنسان… إلى المعنى.
✍️ د. هاجر الحسناوي وضعت بين أيدينا مفتاحًا.. فهل نملك الشجاعة لفتحه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى