ظاهرة التصوير العشوائي بكورنيش الجديدة تُقلق المواطنين وتستدعي تدخل السلطات
هيئة التحرير :الجديدة وان

ظاهرة التصوير العشوائي بكورنيش الجديدة تُقلق المواطنين وتستدعي تدخل السلطات
تحوّل كورنيش مدينة الجديدة، الذي يُعد من أبرز الوجهات الترفيهية للعائلات والزوار، إلى مسرح لظاهرة مقلقة تتمثل في قيام بعض الشباب بتصوير المارة خلسة باستخدام كاميرات احترافية وهواتف ذكية دون الحصول على إذن أو موافقة مسبقة من الأشخاص المستهدفين.
وقد أثارت هذه السلوكات استياء عدد من المواطنين، خصوصاً بعدما توصلت جريدة “الجديدة الآن” بشكاية من سيدة تؤكد أنها تعرضت للتصوير دون علمها. وعندما طالبت أحد هؤلاء المصورين بتفحص محتوى الكاميرا، اكتشفت وجود صور لها محفوظة دون إذن منها، مما أثار غضبها وطرح تساؤلات عديدة حول سلامة الخصوصية واحترام الحقوق الفردية في الفضاء العمومي.
لا يخفى أن مثل هذه التصرفات تمس بخصوصية المواطنين ، وتفتح الباب أمام استخدام الصور لأغراض قد تكون مسيئة أو ذات تبعات خطيرة، مثل التشهير، الابتزاز، أو التسبب في مشاكل عائلية وزوجية. كما أن غياب تأطير قانوني واضح في هذه الفضاءات العامة يشجع على تنامي هذا النوع من السلوكات، تحت غطاء “التصوير الفني” أو “صناعة المحتوى الرقمي بمقابل “.
المواطنون، خصوصاً العائلات، طالبوا السلطات الأمنية والمحلية بتكثيف المراقبة بكورنيش الجديدة، وتفعيل القوانين التي تجرم التعدي على الحياة الخاصة، وفرض رقابة صارمة على من يمتهنون أو يمارسون التصوير العشوائي بدون ترخيص أو احترام لأخلاقيات المهنة خاصة في ظل التوسع المهول لمواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت أرضًا خصبة لنشر صور الناس دون موافقتهم.
تبقى حماية الخصوصية مسؤولية جماعية، تبدأ بتربية حس المواطنة لدى المواطن ، وتمر عبر أدوار المؤسسات الأمنية والتشريعية، وصولاً إلى الإعلام والمجتمع المدني الذي ينبغي أن يتحرك لوقف هذه الظواهر المتنامية التي قد تمس بالنسيج الاجتماعي المغربي.