الجديدة تحتضن النسخة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني: إشعاع أمني وانفتاح مؤسساتي
هيئة التحرير

في محطة جديدة من محطات التفاعل والانفتاح على المواطن، نظمت المديرية العامة للأمن الوطني النسخة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتأسيسها، تحت شعار: “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”. وقد احتضن مركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة فعاليات هذه الدورة المتميزة من 17 إلى 21 ماي 2025، وسط حضور وطني ودولي واهتمام جماهيري واسع.
انطلاقة دولية… ورسائل دبلوماسية أمنية
تميز حفل الافتتاح بحضور شخصيات وازنة من داخل وخارج المغرب، تقدمهم الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئيس منظمة الإنتربول، إلى جانب مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى من دول صديقة كفرنسا وإسبانيا والسعودية والإمارات، في تأكيد جديد على الريادة الإقليمية للمغرب في مجال الأمن والتعاون الدولي.
وشكل الحفل مناسبة لتوشيح السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى، اعترافاً بإسهاماته الكبيرة في خدمة الأمن العربي المشترك وتعزيز أدوار المملكة في حفظ الأمن الإقليمي والدولي.
“أمان”: الدورية الذكية بلمسة مغربية
من بين أبرز المفاجآت التقنية التي شدت انتباه الزوار، المركبة الأمنية الذكية المسماة “أمان”، والتي تشكل نقلة نوعية في مفهوم الدورية الأمنية. السيارة مزودة بتجهيزات متقدمة تشمل كاميرات محيطية وتقنيات للتعرف الفوري على الوجوه ولوحات الترقيم، مع ربط مباشر بغرف القيادة والتحكم. ويجدر بالذكر أن هذه التكنولوجيا تم تطويرها بكفاءات مغربية خالصة داخل المديرية، في ترجمة عملية للتوجه نحو السيادة الرقمية والأمن الذكي.
معرض أمني بحجم تطلعات الوطن
على مساحة تناهز 20 ألف متر مربع، توزعت أزيد من 50 وحدة عرض، جسدت مختلف تخصصات الشرطة المغربية وتطور أدواتها وأساليب اشتغالها. ومن بين الأروقة التي لقيت تفاعلاً كبيرًا:
رواق الشرطة العلمية: تضمن محاكاة دقيقة لمسرح الجريمة، وتحاليل متقدمة للبصمات والحمض النووي.
رواق الذكاء الاصطناعي: عرض حلول مبتكرة في مجالات التعرف الرقمي وتتبع التحركات.
رواق مكافحة المتفجرات: تميز بعروض حية لتقنيات التدخل وتفكيك العبوات الناسفة.
رواق الأمن السيبراني: استعرض منصة “إبلاغ” للتصدي للتهديدات الرقمية.
جمهور متنوع وتجربة تفاعلية
لم تقتصر الفعالية على تقديم المعلومات، بل شكلت تجربة غنية تستهدف مختلف الفئات. فقد خُصص للأطفال فضاء تعليمي ترفيهي يعتمد على تقنيات الواقع الافتراضي، إضافة إلى فضاءات للتوعية بالسلامة الطرقية. كما حضر المتقاعدون من رجال الأمن لتقاسم تجاربهم مع الزوار، في لحظة وفاء لأجيال العطاء.
الأمن في بعده الإنساني والعلمي
ولم تغب الجوانب الإنسانية والعلمية عن الحدث، حيث نظمت ندوات فكرية همّت مواضيع راهنة كالأمن الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والهوية الرقمية، والأمن الرياضي، وكذا استعداد المغرب لاحتضان الجمعية العامة للإنتربول. كما أطلقت المديرية التطبيق الإلكتروني “JPO POLICE” لتيسير متابعة الفعاليات، وتم تنظيم حملة وطنية للتبرع بالدم داخل المعرض، تجسيدًا لروح المواطنة والتضامن.
أمن متجدد… في خدمة الوطن والمواطن
أكدت النسخة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة أن الأمن في المغرب لم يعد مجرد جهاز ردع، بل أصبح مؤسسة مواطِنة تنصت، تتفاعل وتبتكر، منسجمة مع التوجيهات الملكية السامية التي تجعل من المواطن محور كل السياسات العمومية. إنها رؤية أمنية تتجاوز التقليد، نحو أمن يساير التحولات ويحتضن المستقبل بثقة واقتدار.