إقليم الجديدة

الجديدة.. قرار إزالة سوق “أحفير” النموذجي يغضب المستفيدين ويطرح تساؤلات حول تدبير مشاريع التنمية

الجديدة وان

شرعت السلطات المحلية بمدينة الجديدة، يوم أمس الإثنين في تنفيذ قرار إزالة السوق النموذجي “أحفير”، الذي أُنشئ في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وسط غضب في صفوف الباعة المستفيدين، بسبب غياب بديل يضمن استمرارية أنشطتهم التجارية ويصون مكتسباتهم الاجتماعية.

العديد من المهنيين عبروا عن استيائهم من القرار خاصة أنه جاء بشكل مفاجئ ومتزامن مع فترة الصيف التي تشهد عادة ارتفاعا في النشاط التجاري، وقد أكد عدد منهم أنهم لم يتلقوا إشعارا مسبقا، حيث طلب منهم إخلاء السوق في نفس اليوم، مع منحهم مهلة قصيرة لتصفية بضاعتهم، ما اعتبروه مسا بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.

ويعد هذا السوق من الفضاءات التي أُقيمت في إطار مقاربة تنظيم الباعة المتجولين وإدماجهم في نسيج اقتصادي منظم، ضمن مشاريع المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. غير أن موقعه الجغرافي، المحاذي للساحل والمعرض للرياح القوية، شكل تحديا كبيرا للاستقرار التجاري، وأثر على ظروف اشتغال المستفيدين منذ انتقالهم إليه سنة 2018 بعد تجربة أولى انطلقت عام 2016.

قرار الإزالة في غياب أي بديل عملي أو خطة واضحة لإعادة الإيواء فتح باب التساؤل حول نجاعة تدبير المشاريع التنموية محليا، ومدى التزام الفاعلين بتتبع تنفيذها وضمان استدامتها. كما أعاد إلى الواجهة النقاش حول عقلنة استثمار المال العام في مشاريع تفتقر أحيانا إلى دراسة ميدانية دقيقة لطبيعة المجال وظروف الاستغلال.

وفي انتظار بلورة تصور بديل من طرف السلطات، طالب المتضررون بإشراكهم في أي قرار مستقبلي يهم مصيرهم المهني، داعين إلى مقاربة تشاركية تضمن إعادة إدماجهم في إطار منظم يحترم كرامتهم ويثمن مجهوداتهم بما ينسجم مع الأهداف الكبرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في محاربة الهشاشة وتعزيز الإدماج السوسيو-اقتصادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى