أعمدة الرأيإقليم الجديدة

أولاد احسين… جماعة توقّفت فيها التنمية واستفاقت على واقع الاختلالات قبل زيارة العامل

هيئة التحرير

أولاد احسين… جماعة توقّفت فيها التنمية واستفاقت على واقع الاختلالات قبل زيارة العامل

هيئة التحرير

تستعد جماعة أولاد احسين لاستقبال زيارة عامل إقليم الجديدة، في وقت تعيش فيه الساكنة واحدة من أكثر الفترات قسوة من حيث توقف المشاريع وغياب الخدمات الأساسية. فالتنمية هنا تكاد تكون متوقفة بالكامل، بينما الوعود تتكرر دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ.

الرئيس، الذي من المفروض أن يكون محركًا للتغيير، أصبح محاصرًا بين مجلس منقسم ومصالح سياسية متشابكة، مما جعله عاجزًا عن اتخاذ قرارات حقيقية لصالح الساكنة. وضع يدفع إلى التساؤل حول من يدير الشأن العام فعليًا، ومن يعطل مصالح المواطنين.

أكثر من 500 سكن داخل الجماعة ما زال خارج تغطية الربط الأساسي، سواء بالماء أو بالصرف، في صورة لا تليق بسنة 2025، ولا بجماعة تقع على بعد كيلومترات معدودة من عاصمة الإقليم. هذا الخصاص الفادح يعكس ارتباكًا في التدبير وغياب رؤية واضحة.

ملف النقل الحضري بدوره إضافة إلى لائحة الأعطاب، بعدما جرى حذف الخط الذي كان يربط الجديدة بأولاد السبيت ودويب، تاركًا الآلاف في عزلة خانقة. فيما يستمر المواطن في البحث يوميًا عن وسيلة نقل نحو المدرسة أو العمل أو المستشفى وسط تجاهل تام للمسؤولين.

أما الطريق الرابطة بين مدارة أولاد إسماعيل والسبت دويب، فهي عنوان بارز للإهمال، إذ ينتظر السكان إصلاحها منذ أزيد من 12 سنة. ورغم تخصيص ميزانية من طرف العمالة واشتغال شركة على ترقيعات سطحية منذ سنتين، لم يظهر أي إصلاح جذري، بينما تشير المعطيات إلى أكثر من 800 مليون سنتيم ذهبت دون أثر ملموس.

المشهد يزداد قتامة عندما يتعلق الأمر بسيارة الإسعاف، حيث أصبح من المعتاد أن يضطر المواطن لدفع 100 درهم من أجل توفير المازوط قبل القيام بأي نقل صحي. واقع يطرح أكثر من علامة استفهام حول طرق تدبير الخدمات الاجتماعية داخل الجماعة.

النقل المدرسي بدوره يعيش اكتظاظًا غير مقبول، إذ يتم تكديس التلاميذ في ظروف تهدد سلامتهم، بينما يُستغل هذا الملف من طرف بعض السياسيين كورقة انتخابية بدل أن يكون خدمة اجتماعية عادلة ومنظمة.

وبداخل الإدارة، يطفو ملف الموظفين الأشباح على السطح دون أن يتم فتح أي تحقيق رغم التذمر المتزايد للسكان. كما تستغل محلات تجارية ومقاهٍ تابعة للجماعة من طرف جهات نافذة دون احترام للقانون أو مساطر الاستغلال، في غياب الشفافية والمراقبة.

السوق الأسبوعي بدوره لم يسلم من الفوضى، حيث تحول إلى مجال تهيمن عليه علاقات مستفيدين وشركات “وهمية” مرتبطة ببعض المستشارين، ما يجعل مداخيله الحقيقية بعيدة عن خزينة الجماعة.

في ظل كل هذه الأعطاب، تنتظر الساكنة من زيارة عامل الإقليم أن تكون محطة حقيقية للكشف عن حقيقة ما يجري داخل جماعة أولاد احسين، وليس مجرد زيارة بروتوكولية عابرة. فالأوضاع لم تعد تحتمل التأجيل، والتحقيقات أصبحت ضرورة ملحة. أما نحن كإعلام  وطني


ملتزم، فسنشتغل على تقرير بالصوت والصورة من قلب الجماعة، حتى تظهر الوقائع كما هي، ولتصل للرأي العام دون تجميل أو تزييف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى