الجديدة تغرق في أزمة النقل: السيدة التي صعدت على سيارة الأجرة ترسم معاناة المواطنين وغياب رقابة عمالة الإقليم”
هيئة التحرير :جواد المصطفى

مدينة الجديدة تواجه منذ سنوات أزمة نقل حقيقية تجعل التنقل اليومي للمواطنين تحديًا يوميًا. سيارات الأجرة الصغيرة غير كافية لتلبية احتياجات ساكنة مدينة الجديدة دون زوار ، والانتظار الطويل وارتفاع الأسعار أصبح أمرًا مألوفًا، في وقت يفترض أن تكون السلطات المحلية حامية للمواطنين وليست متفرجة على معاناتهم.
مؤخرًا، شهدت المدينة واقعة صادمة حين رفض أحد أصحاب سيارات الأجرة نقل سيدة رفقة ابنتها، ما اضطر الأخيرة للصعود على السيارة احتجاجًا على هذا الرفض. لم تكن هذه الحركة فردية فحسب، بل رسالة قوية إلى المسؤولين جميعًا الظلم في النقل أصبح يوميًا، وحقوق المواطنين، وبالأخص النساء، مهملة. عشرات النساء يواجهن صعوبات مماثلة يوميًا، ويضطررن أحيانًا لإكمال طريقهن على الأقدام بسبب رفض السائقين تقديم الخدمة أو ارتفاع الأجرة بلا رقابة.
القانون المغربي يمنح الزبون الحق في النقل مقابل الأجرة، ويحدد مسؤوليات أصحاب سيارات الأجرة. لكن الواقع في الجديدة يظهر فجوة كبيرة بين القانون والتطبيق؛ التجاوزات مستمرة بلا مساءلة، والرقابة شبه معدومة، مما يجعل المواطن رهينة قرارات فردية ويضاعف معاناة النساء والأطفال.
عمالة إقليم الجديدة تتحمل المسؤولية المباشرة عن تنظيم القطاع. مرور عدة عمال دون حل جذري للأزمة يطرح سؤالًا مشروعًا: هل هناك مصالح أو لوبيات تمنع إدخال سيارات الأجرة الكبيرة وربطها بالنقل الحضري؟ استمرار التجاوزات وغياب أي تحرك فاعل من السلطات يعزز هذه الفرضية.
الحل واضح وملح: إدخال سيارات الأجرة الكبيرة على خطوط المدينة، ربطها بالنقل الحضري، وزيادة الأسطول ليعمل حتى ساعات متأخرة. هذه الإجراءات ليست رفاهية، بل ضرورة إنسانية لتخفيف العبء عن المواطنين وضمان النقل الآمن والمنظم.
على عمالة الإقليم التحرك فورًا، مراقبة الخطوط، ومعاقبة المخالفين، وتطبيق القوانين بصرامة. استمرار الوضع الحالي يضاعف الاحتقان الاجتماعي ويزيد الضغط الشعبي على المدينة بأكملها.
ولا ننسى أن مدينة الجديدة ابتسمت بقدوم عاملها الجديد، المعروف بحرصه على القانون ومصالح المواطنين، وأصبحت كل الأنظار تتجه إليه ليفرض النظام ويحل جميع الخروقات .
الجديدة لن تقبل بعد اليوم أن يبقى النقل عبئًا على المواطنين وحصانة قانونية لأصحاب سيارات الأجرة. رسالة السيدة التي اضطرت للصعود على السيارة رمز لمعاناة السكان اليومية، وخاصة النساء، ويجب أن تكون حافزًا لكل المسؤولين للتحرك فورًا وإصلاح قطاع النقل قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر.



