أخبار الوليدية‎

شباب الوليدية.. بين رئيس جماعة جديد وواقع بطالة مزمن

جواد المصطفى

شباب الوليدية.. بين رئيس جماعة جديد وواقع بطالة مزمن

بعد انتخاب رئيس جديد لجماعة الوليدية، يترقب الرأي العام المحلي ما إذا كان هذا التغيير سيحمل معه حلولًا عملية لمعاناة الساكنة، أم أنه مجرد إعادة إنتاج لواقع التدبير السابق. فالمعضلة الأكبر التي تعيشها الوليدية اليوم تتمثل في وضعية شبابها الذين لا يجدون فرص عمل قارة ويظلون رهائن المواسم الصيفية حيث يشتغلون لبضعة أشهر في المقاهي والمطاعم والمظلات الشمسية أو بعض الأنشطة المرتبطة بالسياحة، ليعودوا بعدها إلى بطالة قاسية تطاردهم طيلة السنة. هذا الواقع يطرح مسؤولية مباشرة على المجلس الجماعي باعتباره أقرب مؤسسة إلى المواطن، إذ كان من المفترض أن يضع سياسات تشغيل محلية ويفتح أوراشًا تنموية قادرة على استيعاب هؤلاء الشباب، لكن الواقع يكشف عجزًا واضحًا عن ابتكار حلول أو جلب استثمارات، وكأن المجلس مسلوب الإرادة مكتفيًا بدور المتفرج أمام أزمة اجتماعية متفاقمة. التساؤل المطروح اليوم هو: هل الرئيس الجديد قادر على إحداث قطيعة مع الماضي والانتقال بالجماعة إلى مرحلة أكثر جدية في خدمة أبناء الوليدية أم أنه مجرد وسيلة لتصفية حسابات سياسية وتحالفات انتخابية لن تغير شيئًا في حياة الشباب؟ الوليدية لا ينقصها الطموح ولا الكفاءات، لكنها تفتقر إلى التخطيط والاستثمار في هذه الطاقات، وإذا لم يتم فتح برامج لدعم المقاولات الصغرى وتشجيع التكوين المهني وخلق مشاريع مدرة للدخل، فإن البطالة ستظل العنوان الأبرز للمرحلة، وسيبقى شباب المنطقة مجرد طاقات مهدورة على هامش التنمية. المطلوب اليوم فعل ميداني واضح يعيد الثقة للشباب ويثبت أن انتخاب الرئيس الجديد لم يكن مجرد تغيير شكلي، لأن ساكنة لن تنتظر طويلًا ليرى ما إذا كان المجلس الحالي أداة إصلاح أم مجرد نسخة مكررة من جماعات عالقة بين الفراغ والتسيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى