سيدي بوزيد… حلم “مارينا” يؤجل، فهل يتحقق؟
الجديدة – “الجديدة وان”
في ظل الطفرة السياحية التي تعرفها العديد من المدن الساحلية بالمغرب، لا يزال مصير منتجع سيدي بوزيد، التابعة لجماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، معلقا بين طموح السكان والزوار، وغموض الرؤية الاستراتيجية للمجالس المنتخبة. ورغم ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية وبحرية، إلا أن غياب مشروع مهيكل من حجم مارينا بحرية يبقي سيدي بوزيد خارج قائمة الوجهات السياحية المتكاملة.
الحلم بتحويل سيدي بوزيد إلى قطب سياحي مندمج لا يزال يراود الساكنة والزوار والمستثمرين ، الذين يتطلعون إلى رؤية متميزة تخرج المنطقة من موسميتها، وتربطها بركب المدن الساحلية التي عرفت طفرة نوعية بفضل مشاريع “المارينات” والبنيات السياحية الكبرى.
غير أن هذا الحلم لم يترجم، حتى الآن، إلى مشروع واضح المعالم على طاولة جماعة مولاي عبد الله، رغم أن سيدي بوزيد يعتبر القلب النابض للجماعة والرافعة الاقتصادية المحتملة لها.
من خلال تدوال مخرجات الدورات الجماعية، يظهر أن الرؤية التنموية لجماعة مولاي عبد الله لا تزال حبيسة التدبير اليومي والخدمات الأساسية، في غياب مخطط استثماري سياحي طموح يعيد الاعتبار لمنطقة سيدي بوزيد، سواء عبر شراكات مع القطاع الخاص أو عبر جذب مشاريع استراتيجية من قبيل “مارينا”، تجمع بين الرسو الترفيهي، الإيواء الفندقي، الفضاءات التجارية والأنشطة الثقافية.
فرص للشغل.. وآفاق مفتوحة
إقامة مارينا في سيدي بوزيد لن تساهم فقط في تنشيط السياحة، بل ستفتح آفاقًا كبيرة لتشغيل الشباب المنطقة، وتنويع المداخيل الجماعية، وتثمين الساحل الذي يظل أحد أجمل الشواطئ على المستوى الوطني، لكنه محروم من الاستثمار الحقيقي.
كما أن مشروعاً من هذا النوع من شأنه أن يربط سيدي بوزيد بأقطاب بحرية وطنية كمارينا الصويرة، طنجة، وأكادير، ويعطي دفعة جديدة لسياحة الإقامات الطويلة واليخوت، خصوصاً في ظل موقع المنطقة القريب من الدار البيضاء والجديدة.
في ظل كل هذه المعطيات، يبقى المجلس الجماعي لمولاي عبد الله مدعواً إلى الخروج من منطق التدبير التقليدي، وفتح حوار حقيقي مع المستثمرين والجهات الوصية لإطلاق رؤية استراتيجية تُخرج سيدي بوزيد من عنق الزجاجة، وتحولها إلى منصة سياحية بحرية متكاملة.
فالمؤهلات موجودة، والإرادة الشعبية حاضرة، وما ينقص هو القرار السياسي الجريء، والرؤية بعيدة المدى.
