
البرلمانيون والمراسلات الشكلية: تمثيل حقيقي أم استعراض سياسي؟
في المشهد السياسي بإقليم الجديدة ، تبرز ظاهرة لافتة تتمثل في اعتماد بعض النواب البرلمانيين على المراسلات كأداة وحيدة لممارسة دورهم التمثيلي ، دون أن تترجم هذه المراسلات إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع. في وقت يُفترض أن يكون النائب قوة ضغط حقيقية داخل البرلمان وخارجه، نجد أن البعض يكتفي بإرسال الطلبات والاستفسارات إلى الجهات المختصة، دون متابعة أو إصرار على تحقيق الأهداف التي انتُخب من أجلها.
المراسلات البرلمانية، وإن كانت وسيلة مشروعة وأساسية في العمل النيابي، فإنها تصبح بلا جدوى إذا لم تُدعَّم بمتابعة جدية وحراك سياسي نشط. فالنائب لا يجب أن يكون مجرد “كاتب مراسلات”، بل عليه أن يستغل كافة الآليات الدستورية المتاحة، من أسئلة شفوية وكتابية، إلى طلبات الإحاطة والاستجوابات، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع المسؤولين للضغط من أجل تحقيق مطالب المواطنين.
في المقابل، نجد أن بعض النواب يستغلون هذه المراسلات لأغراض انتخابية بحتة، حيث تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إيهام الناخبين بأن هناك مجهودل يبذله، بينما تبقى القضايا المطروحة عالقة دون حلول. وهذا يطرح سؤالًا جوهريًا حول مدى فعالية الأداء البرلماني، وحول ما إذا كان بعض النواب يدركون حقًا طبيعة دورهم كصوت للمواطنين داخل مؤسسات الدولة، وليس مجرد وسطاء بين الناخبين والإدارات.
في ظل هذه المعطيات، يبقى الرهان الأكبر على وعي المواطنين أنفسهم، الذين يجب أن لا يكتفوا بمتابعة أنشطة نوابهم على الورق، بل أن يُطالبوا بنتائج فعلية على أرض الواقع. فالدور البرلماني ليس مجرد تسجيل للمواقف، بل هو **أداة تغيير حقيقية تتطلب حضورًا قويًا، وإصرارًا على تحقيق المصلحة العامة بعيدًا عن الاستعراضات الإعلامية.